هذي منازل أنسنا وصبنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذي منازل أنسنا وصبنا لـ أمين تقي الدين

اقتباس من قصيدة هذي منازل أنسنا وصبنا لـ أمين تقي الدين

هذي منازلُ أنسنا وصبنا

ومطالعُ الحب الذي آخانا

ورياضُ آمال الحياة وصفوِها

وحمى سلامِ قولبنا وهنانا

أوَ تذكُرُ العهدَ الذي نعمت به

وقتَ الشبيبة في الهوى نفسانا

أيامَ نمرح في خمائلِ حبِّنا

نحني الصدورَ ونقطفُ الرمانا

أيامَ نسرحُ في رياضِ العلمِ لا

همٌّ تعكَّرُ فيه كأسُ صفانا

والكونُ يبسمِ حولَنا وسماؤه

غراءُ نعشقُ وجْهَها الفتانا

والنجمُ يرقبنا بها فكأنه

أمسى بخمرة حبنا سكرانا

مرَّت ليالينا ومرَّ بهاؤها

فكأنّ عهدَ سعودنا ما كانا

حتى حسبنا الله في ملكوته

ما كان يحرسُ غيرنا إنسانا

بالأمس كنا ليس نعرف ما الأسى

وغدا نكونُ ولا يزول أسانا

هذي هي الدنيا وهذا طبها

ليست تغيِّرُ طبعها دنيانا

إيه بلادَ الشرقِ أنتِ عزيزةٌ

عندي وحبُّكِ راسخٌ أركانا

فعرفتُ فيكِ النورَ أوَّلَ مرةٍ

وكفى به بحداثتي عرفنا

أنتِ التي زمنَ الصبى علمتني

في حِجرِ أُمي الخيرَ والإحسانا

أَوَ لَيْسَ تحتَ سماكِ طفلاً مرَّ بي

زمنٌ يفاخر بالبها الأزمانا

عشرون عاماً في رياض شبيبتي

نثرتْ عليَّ الوردَ والريحانا

واليومَ يا وطني وقد كاد الصِبا

يمضي وكادَ سوادُهُ يغشانا

ودجى الحياة عليَّ أرخى ستره

وزمانُ جدي للسعادة هانا

أرسلتُ في دنياي نظرة ناقدٍ

فرأَيتُ جداً بالشقا مزدانا

وعرفتُ أَنَّ المرء مغرورٌ بها

أَنى يكونُ يصادفُ الأحزانا

فعليكَ يا وطني السلامُ فما أنا

لأُحبّ عيشاً بالأسى ملآنا

قفْ بي أودعُ فيك جناتٍ بها

لعبَ النسيمُ يحرِّكُ الأغصانا

وأحبةً للقلب تحتَ سماك لا

أنساهمُ ومنازلاً غرّانا

سأسيرُ في الدنيا إلى بلدٍ بها

ليست ترى نفسُ العزيز هوانا

وأعيشُ لكن من جنى كفّي فلا

ألقى عليَّ بها امرءاً منّانا

وأغيثُ أهلي عارفاً لجميلهم

فالحق أن نعطي الذي أعطانا

والله ما هجري بلاديَ عن رِضىً

لكن بلادي توجبُ الهجرانا

نزل التعصبُ في حماها لائذاً

فأصابَ في لُبِّ القلوبِ مكانا

ألقي عصا التسيار فيه ولا ارى

إلا نفوساً في العلى تتفانى

وهناك أحلامُ الصبا ذهبيةٌ

تُنسي ابن موسى الأصفرَ الرنانا

فلعلها يوماً تصحُّ وحبّذا

يوماً تصح فأنثني فرحانا

وأعود للأوطانِ أطَّلِبُ العلى

الله يحفظُ بالعلى الأوطانا

وأرى بلاديَ حنةً وسماءَها

زادت لفرط سرورها لمعانا

الله في ذاك الزمان وليتني

أحيا طويلاً كي أراه عيانا

فأقول يا لبنانُ معهدَ صبوتي

حياكَ من بعلاكَ قد أحيانا

أنجيبُ هذي بعض أحلام الصبا

ليت الشبابَ يصحُّ فيه رجانا

أحببت لبناناً وسوفَ أُحبُّه

ونحبُّه طولَ الحياة كلانا

إنْ لم تكنْ إلا عظامُ أبي به

فأنا أحبَّ لأجلها لبنانا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذي منازل أنسنا وصبنا

قصيدة هذي منازل أنسنا وصبنا لـ أمين تقي الدين وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن أمين تقي الدين

أمين تقي الدين

تعريف وتراجم لـ أمين تقي الدين

أمين تقيّ الدين:

محام، من الشعراء الأدباء. من أهل (بعقلين) بلبنان. تعلم ببيروت، وأقام زمنا " بمصر فأنشأ فيها مجلة (الزهور) مشتركا " مع أنطون الجميّل، وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط) لجول دي كاستين. وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده. وآل تقيّ الدين فيها أسرة درزية كبيرة .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي